إِلَى أُمِّى: مَا كُنْت أَحَسِب قَبْل دَفْنِك فِى الْثَّرَى ** أَن الْكَوْاكِب فِى الْتُّرَاب تَغُور ... مَا كُنْت آَمُل قَبْل نَعْشِك أَن أَرَى ** رَضْوَى عَلَى أَيْدِى الْرِّجَال تَسِيْر


25 June, 2010

آه يا ضميرى ... صلاح جاهين



آه يا ضميرى يا رزيل
طول عمرى وإنت بلوتى
فى ساعة الصفو الجميل
تقطع عليا نشوتى
وتهفنى توشيح
كأنه شربة شيح
أصرخ بعزم قوتى
يا دهوتى

*****

فيه ناس كتير من غير ضمير
مش زعلانين من قلته
وإشمعنى أنا فى عكننة
من الضمير ومعاملته
على أى غلطة يشكنى
وف أوضه ضلمه يسكنى
يربطنى فى عمود السرير
ومستحيل يفكنى
ويدقنى بمسامير
ويدور المزامير
أصرخ بعزم قوتى
يا دهوتى

*****

حتة شريك لكن عاديك
دماغه أنشف م الخشب
نخرج سوا نشم الهوا
يعمل فصول لها العجب
نلاقى مثلا محفظة
على الرصيف .. مكلبظة
يشاورلى على قسم البوليس
ويملا مخى بموعظة
أجى أزوغ يقول يا غفير
ويبقى درس مرير
أصرخ بعزم قوتى
يا دهوتى

*****

فى مره كنت باحب بنت
وقعدت يجى فوق عن سنة
فى المواعيد أقعد بعيد
علشان ضميرى فى وسطنا
هجرتنى صممت أنتقم
وأبقى ولد شرير لئيم
لكن ضميرى عضنى
ورفسنى خلانى أنكتم
وإدانى فى المناخير
خلانى أقول يا مجير
وأصرخ بعزم قوتى
يا دهوتى


****

ليه بس ليه يا ضميرى بيه
مالينى همه ولحلحه
عاجبك كده بالشكل ده
بقيت كبير فى المصلحة
والشغل فوقى تلول تلول
وعرقى مرقى سيول سيول
وأكبر وتكبر علتى
وأعلى وتعلالى الحمول
يا سالقنى ع البواجير
مضايقنى قوى يا ضمير
بأصرخ بعزم قوتى
يا دهوتى
ياا دهوتى
يااا دهوتى

بين العمر والأمانى ... فاروق جويدة

إذا دارت بنا الدنيا وخانتنا أمانينا

وأحرقنا قصائدَنا وأسكتنا أغانينا

ولم نعرف لنا بيتا من الأحزان يؤوينا

وصار العمر أشلاء ودمّر كلّ مافينا

وصار عبيرنا كأسا محطّمةً بأيدينا

أسيبقى الحب واحَتنا إذا ضاقت ليالينا

*****

إذا دارت بنا الدنيا ولاحَ الصيف خفّاقا

أو عادَ الشعرُ عصفورا إلى دنيايَ مشتاقا

وقالَ بأننا ذبنا .. مع الأيام أشواقا

أو أن هواكِ في قلبي يُضئ العمرَ إشراقا

سيبقى حُبُنا أبدا برغم البعدِ عملاقا

*****

وإن دارت بنا الدنيا وأعيتنا مآسيها

وصرنا كالمنى قَصصا مَعَ العُشّاقِ ترويها

وعشنا نشتهي أملا فنُسمِعُها .. ونُرضيها

فلم تسمع .. ولم ترحم .. وزادت في تجافيها

أو لم نعرف لنا وطنا وضاع زمانُنا فيها

وأجدَب غصنُ أيكتِنا وعاد اليأسُ يسقيها

عشقنا عطرها نغما فكيف يموت شاديها؟

*****

وإن دارت بنا الدنيا وخانتنا أمانينا

وجاء الموت في صمتٍ وكالأنقاض يُلقينا

وفي غضبٍ سيسألنا على أخطاء ماضينا

فقولي: ذنبنا أنا جعلنا حُبنا دينا

سأبحث عنك في زهرٍ ترعرع في مآقينا

وأسأل عنك في غصن سيكبر بين أيدينا

وثغرك سوف يذكُرني .. إذا تاهت أغانينا

وعطرُك سوف يبعثنا ويُحيي عمرنا فينا