إِلَى أُمِّى: مَا كُنْت أَحَسِب قَبْل دَفْنِك فِى الْثَّرَى ** أَن الْكَوْاكِب فِى الْتُّرَاب تَغُور ... مَا كُنْت آَمُل قَبْل نَعْشِك أَن أَرَى ** رَضْوَى عَلَى أَيْدِى الْرِّجَال تَسِيْر


25 June, 2010

آه يا ضميرى ... صلاح جاهين



آه يا ضميرى يا رزيل
طول عمرى وإنت بلوتى
فى ساعة الصفو الجميل
تقطع عليا نشوتى
وتهفنى توشيح
كأنه شربة شيح
أصرخ بعزم قوتى
يا دهوتى

*****

فيه ناس كتير من غير ضمير
مش زعلانين من قلته
وإشمعنى أنا فى عكننة
من الضمير ومعاملته
على أى غلطة يشكنى
وف أوضه ضلمه يسكنى
يربطنى فى عمود السرير
ومستحيل يفكنى
ويدقنى بمسامير
ويدور المزامير
أصرخ بعزم قوتى
يا دهوتى

*****

حتة شريك لكن عاديك
دماغه أنشف م الخشب
نخرج سوا نشم الهوا
يعمل فصول لها العجب
نلاقى مثلا محفظة
على الرصيف .. مكلبظة
يشاورلى على قسم البوليس
ويملا مخى بموعظة
أجى أزوغ يقول يا غفير
ويبقى درس مرير
أصرخ بعزم قوتى
يا دهوتى

*****

فى مره كنت باحب بنت
وقعدت يجى فوق عن سنة
فى المواعيد أقعد بعيد
علشان ضميرى فى وسطنا
هجرتنى صممت أنتقم
وأبقى ولد شرير لئيم
لكن ضميرى عضنى
ورفسنى خلانى أنكتم
وإدانى فى المناخير
خلانى أقول يا مجير
وأصرخ بعزم قوتى
يا دهوتى


****

ليه بس ليه يا ضميرى بيه
مالينى همه ولحلحه
عاجبك كده بالشكل ده
بقيت كبير فى المصلحة
والشغل فوقى تلول تلول
وعرقى مرقى سيول سيول
وأكبر وتكبر علتى
وأعلى وتعلالى الحمول
يا سالقنى ع البواجير
مضايقنى قوى يا ضمير
بأصرخ بعزم قوتى
يا دهوتى
ياا دهوتى
يااا دهوتى

بين العمر والأمانى ... فاروق جويدة

إذا دارت بنا الدنيا وخانتنا أمانينا

وأحرقنا قصائدَنا وأسكتنا أغانينا

ولم نعرف لنا بيتا من الأحزان يؤوينا

وصار العمر أشلاء ودمّر كلّ مافينا

وصار عبيرنا كأسا محطّمةً بأيدينا

أسيبقى الحب واحَتنا إذا ضاقت ليالينا

*****

إذا دارت بنا الدنيا ولاحَ الصيف خفّاقا

أو عادَ الشعرُ عصفورا إلى دنيايَ مشتاقا

وقالَ بأننا ذبنا .. مع الأيام أشواقا

أو أن هواكِ في قلبي يُضئ العمرَ إشراقا

سيبقى حُبُنا أبدا برغم البعدِ عملاقا

*****

وإن دارت بنا الدنيا وأعيتنا مآسيها

وصرنا كالمنى قَصصا مَعَ العُشّاقِ ترويها

وعشنا نشتهي أملا فنُسمِعُها .. ونُرضيها

فلم تسمع .. ولم ترحم .. وزادت في تجافيها

أو لم نعرف لنا وطنا وضاع زمانُنا فيها

وأجدَب غصنُ أيكتِنا وعاد اليأسُ يسقيها

عشقنا عطرها نغما فكيف يموت شاديها؟

*****

وإن دارت بنا الدنيا وخانتنا أمانينا

وجاء الموت في صمتٍ وكالأنقاض يُلقينا

وفي غضبٍ سيسألنا على أخطاء ماضينا

فقولي: ذنبنا أنا جعلنا حُبنا دينا

سأبحث عنك في زهرٍ ترعرع في مآقينا

وأسأل عنك في غصن سيكبر بين أيدينا

وثغرك سوف يذكُرني .. إذا تاهت أغانينا

وعطرُك سوف يبعثنا ويُحيي عمرنا فينا

02 April, 2009

تعريفات طريفة

السيجارة

لفافة تبغ بنار على أحد طرفيها، وأحمق على الطرف الآخر

********

المحاضرة

فن انتقال المعلومة من مفكرة المحاضر إلى مذكرات الحضور، دون المرور على أدمغتهم

********

التفاوض

فن تقسيم الكعكة بطريقة ينصرف بعدها كل من الحضور معتقدا أنه حصل على الجزء الأكبر

********

غرفة الاجتماعات

مكان يتحدث كل من به، ليرفض الجميع كل القرارات فيما بعد

********

الابتسامة

انحناءة تستقيم بها كل الأمور

********

الخ

علامة توحي للآخرين بأنك تعرف أكثر مما قلت

********

الخبرة

هي عدد الأخطاء التي ارتكبتها في حياتك السابقة

********

القنبلة الذرية

اختراع لتدمير كل اختراع

********

الفيلسوف

رجل 'أحمق' يعاني طوال حياته، ويتذكروه فقط بعد موته

********

الدبلوماسي

شخص يطلب منك الذهاب إلى الجحيم بطريقة تجعلك تستعجل تلك الرحلة

********

المجرم

شخص كغيره من الناس، والفرق فقط انه تم القبض عليه متلبسا

********

المدير

رجل يأتي متأخرا عندما تكون باكرا، ويأتي باكرا عندما تكون متأخرا

********

السياسي

رجل يهز يدك قبل الانتخابات، وثقتك بعدها

********

الواجب

ما نطالب به الآخرين

********

التلميذ الفاشل

هو التلميذ الذي يمكن أن يكون الأول في فصله لولا وجود الآخرين

********

الزواج

هو الموضوع الوحيد الذي تتفق عليه جميع النساء ويختلف عليه جميع الرجال

********

النساء

أكثر المخلوقات ثرثرة، ومع ذلك فهن يكتمن نصف ما يعرفن

********

اللباقة

هي القدرة على وصف الآخرين كما يرون هم أنفسهم

********

الرجل المشهور

شخص يبذل أقصى جهده ليعرفه الناس جميعا، ثم يلبس نظارات سوداء ليتحاشى معرفة الناس له بعد ذلك

********

الكسل

أن تعتاد الراحة قبل أن يحل بك التعب

********

علم النفس

العلم الذي يذكر لك أشياء تعرفها فعلا بكلمات لا تستطيع فهمها

********

الغرور

هو المخدر الذي يخفف الآم المغفلين

********

الجمال

صورة فوتوغرافية يحولها الزمن إلى صورة كاريكاتيرية

********

الدبلوماسية

ارتكاب أفظع وأبشع الأفعال تحت قناع الرقة واللباقة

********

الصبر

فن إخفاء نفاد الصبر

********

الفتاة المثالية

هي من ضاق خصرها، واتسع عقلها

********

الزوج

رجل يطلب من زوجته أن تكون مثالية إلى الحد الذي يجعلها تغفر له أنه ليس مثاليا

********

الطبيب

رجل يتقاضى ثمن العلاج، مع أن الله هو الشافي

********

المحامي

رجل يدافع عن مال موكلة ليكون من نصيبه

********

الحانوتي

رجل يكسب رزقه بطلوع الروح

********

طبيب الأسنان

رجل يحصل على لقمته من أفواه الآخرين

*********

الدبلوماسي

رجل يتذكر عيد ميلاد زوجته وينسى عمرها

********

السر

أمانة في عنق حامله

********

التجارب

الأسس التي يبني عليها العقلاء حياتهم

********

الوعود الزائفة

سحب بلا أمطار

********

الأحقاد

براكين ملتهبة في صدور أصحابها

********

الانتقام

يشبه أن تعض كلبا لأنه عضك

********

المغرور

طائر كلما ارتفع بنفسه، صغر في أعين الناس

********

الحياة

مهزلة تنتهي بمأساة

********

المذيع

يخاطب جميع المستمعين بقوله 'أعزائي' وهو لا يعرف أحدا منهم

********

الاعتذار

جواز المرور إلى قلوب الناس

********

الإشاعة

شىء ليس له سيقان ولكنه يتحرك بسرعة عالية

********

العطف

أكبر رأسمال مدفون لا يستخدمه العالم

********

الحب

فعل وليس اسما

********

القبلة

هي الهدية الوحيدة التي نردها في اللحظة التي نأخذها فيها

********

حواء

المرأة الوحيدة التي لم تعرف الغيرة

********

الموت

عطلة آخر الحياة

********

الحقيقة

الشيء الوحيد الذي لا يصدقه الناس

الإنسان المثالى فى رأى أرسطو

الإنسان المثالى فى رأى
أرسطو


ان الانسان المثالي في رأي ارسطو هو الذي لا يعرض نفسه بغير ضرورة للمخاطر، ولكنه على استعداد ان يضحي بنفسه في الازمات الكبيرة، مدركا ان الحياة لا قيمة لها في ظروف معينة

وهو يعمل على مساعدة الناس ، ولكنه يرى العار في مساعدة الناس له ، لان مساعدة الناس ونفعهم دليل التفوق والعلو، ولكن تلقي المساعدات منهم دليل التبعية وانحطاط المنزلة، لا يشترك في المظاهر العامة ويناى بنفسه عن التفاخر والتظاهر، وهو صريح في كراهيته وميوله وقوله وفعله، بسبب استخفافه بالناس وقلة اكتراثه بالاشياء

لا يهزه الاعجاب بالناس او اكبارهم اذا لا شيء يدعو للاعجاب والاكبار في نظر، ، وهولا يساير الاخرين الا اذا كان صديقا ، لان المسايرة من شيم العبد، ولا يشعر بالغل والحقد ابدا، يغفر الاساءة وينساها ولا يكترث الحديث ولا يبالي بمدح الناس له او ذمهم لغيره

لا يتكلم عن الاخرين حتى لو كانوا اعدءا له ، شجاعته رصينة، وصوته عميف، وكلامه موزون، لا تأخده العجلة لان اهتمامه قاصر على اشياء قليلة فقط

لا تأخده الحدة او يستبد به الغضب لانه لا يبالي بشيء، لان حدة الصوت وحث الخطى تنشأ في الشخص بسبب الحرص والاهتمام

يتحمل نوائب الحياة بكرامة وجلال ، بذلا جهده قدر طاقته وظروفه، كقائد عسكري بارغ ينظم صفوفه وبكل ما في الحرب من خطط

وهو افضل صديق لنفسه، يبتهج في الوحدة، بينما نرى الجاهل العاجز المجرد عن الفضيلة او المقدرة عدو نفسه ويخشى الوحدة

أعلام من بلدتى .. الإمام محمد عبده


محمد عبده رائد الإصلاح في العصر الحديث

ذكرى وفاته في 8 من جمادى الأولى 1323هـ


الإمام محمد عبده


يُعدّ "الإمام محمد عبده" واحدًا من أبرز المجددين في الفقه الإسلامي في العصر الحديث، وأحد دعاة الإصلاح وأعلام النهضة العربية الإسلامية الحديثة؛ فقد ساهم بعلمه ووعيه واجتهاده في تحرير العقل العربي من الجمود الذي أصابه لعدة قرون، كما شارك في إيقاظ وعي الأمة نحو التحرر، وبعث الوطنية، وإحياء الاجتهاد الفقهي لمواكبة التطورات السريعة في العلم، ومسايرة حركة المجتمع وتطوره في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية


في الجامع الأحمدي

وُلد الإمام "محمد عبده" في عام 1849م لأب تركماني الأصل، وأم مصرية تنتمي إلى قبيلة "بني عدي" العربية، ونشأ في قرية صغيرة من ريف مصر هي قرية "محلة نصر" التابعة لمركز شبراخيت بمحافظة البحيرة

أرسله أبوه -كسائر أبناء قريته- إلى الكُتّاب، حيث تلقى دروسه الأولى على يد شيخ القرية، وعندما شبَّ الابن أرسله أبوه إلى "الجامع الأحمدي" -جامع السيد البدوي- بطنطا، لقربه من بلدته؛ ليجوّد القرآن بعد أن حفظه، ويدرس شيئًا من علوم الفقه واللغة العربية

وكان محمد عبده في نحو الخامسة عشرة من عمره، وقد استمر يتردد على "الجامع الأحمدي" قريبًا من العام ونصف العام، إلا أنه لم يستطع أن يتجاوب مع المقررات الدراسية أو نظم الدراسة العقيمة التي كانت تعتمد على المتون والشروح التي تخلو من التقنين البسيط للعلوم، وتفتقد الوضوح في العرض، فقرر أن يترك الدراسة ويتجه إلى الزراعة .. ولكن أباه أصر على تعليمه، فلما وجد من أبيه العزم على ما أراد وعدم التحول عما رسمه له، هرب إلى بلدة قريبة فيها بعض أخوال أبيه


مع الشيخ درويش خضر

وهناك التقى بالشيخ الصوفي "درويش خضر" -خال أبيه- الذي كان له أكبر الأثر في تغيير مجرى حياته

وكان الشيخ درويش متأثرًا بتعاليم السنوسية التي تتفق مع الوهابية في الدعوة إلى الرجوع إلى الإسلام الخالص في بساطته الأولى، وتنقيته مما شابه من بدع وخرافات

واستطاع الشيخ "درويش" أن يعيد الثقة إلى محمد عبده، بعد أن شرح له بأسلوب لطيف ما استعصى عليه من تلك المتون المغلقة، فأزال طلاسم وتعقيدات تلك المتون القديمة، وقرّبها إلى عقله بسهولة ويسر

وعاد محمد عبده إلى الجامع الأحمدي، وقد أصبح أكثر ثقة بنفسه، وأكثر فهمًا للدروس التي يتلقاها هناك، بل لقد صار "محمد عبده" شيخًا ومعلمًا لزملائه يشرح لهم ما غمض عليهم قبل موعد شرح الأستاذ

وهكذا تهيأ له أن يسير بخطى ثابتة على طريق العلم والمعرفة بعد أن عادت إليه ثقته بنفسه


في الأزهر

انتقل محمد عبده من الجامع الأحمدي إلى الجامع الأزهر عام 1865م، وقد كان الأزهر غاية كل متعلم وهدف كل دارس، فدرس الفقه والحديث والتفسير واللغة والنحو والبلاغة، وغير ذلك من العلوم الشرعية واللغوية

وكانت الدراسة في الأزهر -في ذلك الوقت- لا تخرج عن هذه العلوم في شيء، فلا تاريخ ولا جغرافيا ولا طبيعة ولا كيمياء ولا رياضيات وغير ذلك من العلوم التي كانت توصف -آنذاك- بعلوم أهل الدنيا

ولذلك فَقَدْ شَابَ الدراسة في الأزهر -في ذلك الوقت- كثير من التخلف والجمود، وتوقفت العلوم عند ظواهر الأشياء دون النفاذ إلى الجوهر، ومن ثم كانت الدراسة تنصبّ على المتون والحواشي والشروح بالدرجة الأولى

واستمر "محمد عبده" يدرس في "الأزهر" اثني عشر عامًا، حتى نال شهادة العالمية


رجال في حياة الإمام

تأثر الشيخ "محمد عبده" بعدد من الرجال الذين أثروا حياته وأثّروا فيها، وكان من أولهم الشيخ "درويش خضر" الذي كان يلتقي به في إجازته من كل عام، فيتعهده بالرعاية الروحية والتربية الوجدانية، فيصب في روحه من صوفيته النقية، ويشحذ عزيمته ونفسه بالإرادة الواعية، ويحركه للاتصال بالناس، والتفاعل مع المجتمع، ويدعوه إلى التحدث إلى الناس ونصحهم ووعظهم

وهو الذي ساعده على تجاوز حدود العلوم التي درسها بالأزهر، ونبهه إلى ضرورة الأخذ من كل العلوم، بما فيها تلك العلوم التي رفضها الأزهر وضرب حولها سياجًا من المنع والتحريم

ومن ثم فقد اتصل "محمد عبده" بالرجل الثاني الذي كان له أثر كبير في توجيهه إلى العلوم العصرية، وهو الشيخ "حسن الطويل" الذي كانت له معرفة بالرياضيات والفلسفة، وكان له اتصال بالسياسة، وعُرف بالشجاعة في القول بما يعتقد دون رياء أو مواربة

وقد حركت دروس الشيخ "حسن الطويل" كوامن نفس محمد عبده، ودفعته إلى البحث عن المزيد، وقد وجد ضالته أخيرًا عند السيد "جمال الدين الأفغاني


صداقة ووئام بين الأفغاني والإمام

كان الأفغاني يفيض ذكاء وحيوية ونشاطا، فهو دائم الحركة، دائم التفكير، دائم النقد، دائم العطاء، وكان محركًا للعديد من ثورات الطلاب ومظاهراتهم؛ فقد وهب نفسه لهدف أسمى وغاية نبيلة هي إيقاظ الدولة الإسلامية من سُباتها، والنهوض بها من كبوتها وضعفها، فعمل على تبصرة الشعوب بحقوقها من خلال تنوير عقول أبنائها

ووجد "الأفغاني" في "محمد عبده" الذكاء وحسن الاستعداد، وعلو الهمة، فضلا عن الحماسة في الدعوة إلى الإصلاح، ورأى "محمد عبده" من خلال "الأفغاني" الدنيا التي حجبتها عنه طبيعة الدراسة في الأزهر .. وتلازم الشيخان، ونشأت بينهما صداقة صافية، وساد بينهما نوع من الوئام والتوافق والانسجام على أساس من الحب المتبادل والاحترام والتقدير


الإمام معلمًا

بعد أن نال "محمد عبده" شهادة العالمية من الأزهر، انطلق ليبدأ رحلة كفاحه من أجل العلم والتنوير، فلم يكتف بالتدريس في الأزهر، وإنما درّس في "دار العلوم" وفي "مدرسة الألسن"، كما اتصل بالحياة العامة

وكانت دروسه في الأزهر في المنطق والفلسفة والتوحيد، وكان يُدرّس في دار العلوم مقدمة ابن خلدون، كما ألّف كتابًا في علم الاجتماع والعمران

واتصل بعدد من الجرائد، فكان يكتب في "الأهرام" مقالات في الإصلاح الخلقي والاجتماعي، فكت مقالا في "الكتابة والقلم"، وآخر في "المدبر الإنساني والمدبر العقلي والروحاني"، وثالثا في "العلوم العقلية والدعوة إلى العلوم العصرية


المنهج الإصلاحي للإمام

وحينما تولّى الخديوي "توفيق" العرش، تقلد "رياض باشا" رئاسة النظار، فاتجه إلى إصلاح "الوقائع المصرية"، واختار الشيخ محمد عبده ليقوم بهذه المهمة، فضم "محمد عبده" إليه "سعد زغلول"، و"إبراهيم الهلباوي"، والشيخ "محمد خليل"، وغيرهم، وأنشأ في الوقائع قسمًا غير رسمي إلى جانب الأخبار الرسمية، فكانت تحرر فيه مقالات إصلاحية أدبية واجتماعية، وكان الشيخ "محمد عبده" هو محررها الأول. وظل الشيخ "محمد عبده" في هذا العمل نحو سنة ونصف السنة، استطاع خلالها أن يجعل "الوقائع" منبرًا للدعوة إلى الإصلاح

وكان في مصر تياران قويان يتنازعان حركة الإصلاح

الأول: يمثله فريق المحافظين الذين يرون أن الإصلاح الحقيقي للأمة إنما يكون من خلال نشر التعليم الصحيح بين أفراد الشعب، والتدرج في الحكم النيابي، وكان الإمام "محمد عبده" والزعيم "سعد زغلول" ممن يمثلون هذا التيار

والثاني: يدعو إلى الحرية الشخصية والسياسية تأسيًا بدول أوروبا، وكانت نواته جماعة من المثقفين الذين تعلموا في أوروبا، وتأثروا بجو الحرية فيها، وأعجبوا بنظمها، ومنهم "أديب إسحاق

وكان هؤلاء ينظرون إلى محمد عبده ورفاقه على أنهم رجعيون، ولا يوافقونهم فيما ذهبوا إليه من أن الإصلاح ينبغي أن يأتي بالتدريج ليستقر، وليس طفرة فيزول


الإمام والثورة العرابية

وعندما اشتغلت الثورة العرابية سنة 1882م التفّ حولها كثير من الوطنيين، وانضم إليهم الكثير من الأعيان وعلماء الأزهر، واجتمعت حولها جموع الشعب وطوائفه المختلفة، وامتزجت مطالب جنود الجيش بمطالب جموع الشعب والأعيان والعلماء، وانطلقت الصحف تشعل لهيب الثورة، وتثير الجموع، وكان "عبد الله النديم" من أكثر الخطباء تحريضًا على الثورة

وبالرغم من أن "محمد عبده" لم يكن من المتحمسين للتغيير الثوري السريع فإنه انضم إلى المؤيدين للثورة، وأصبح واحدًا من قادتها وزعمائها، فتم القبض عليه، وأودع السجن ثلاثة أشهر، ثم حُكم عليه بالنفي لمدة ثلاث سنوات


بين بيروت وباريس

انتقل "محمد عبده" إلى "بيروت" سنة 1883م؛ حيث أقام بها نحو عام، ثم ما لبث أن دعاه أستاذه الأفغاني للسفر إليه في باريس حيث منفاه، واستجاب "محمد عبده" لدعوة أستاذه حيث اشتركا معًا في إصدار مجلة "العروة الوثقى" التي صدرت من غرفة صغيرة متواضعة فوق سطح أحد منازل باريس؛ حيث كانت تلك الغرفة هي مقر التحرير وملتقى الأتباع والمؤيدين

لقد أزعجت تلك المجلة الإنجليز، وأثارت مخاوفهم كما أثارت هواجس الفرنسيين، وكان الإمام محمد عبده وأستاذه وعدد قليل من معاونيهم يحملون عبء تحرير المجلة وتمهيد السبل لها للوصول إلى أرجاء العالم الإسلامي، وكانت مقالات الإمام تتسم في هذه الفترة بالقوة، والدعوة إلى مناهضة الاستعمار، والتحرر من الاحتلال الأجنبي بكل صوره وأشكاله. واستطاع الإنجليز إخماد صوت "العروة الوثقى" الذي أضجّ مضاجعهم وأقلق مسامعهم، فاحتجبت بعد أن صدر منها ثمانية عشر عددا في ثمانية أشهر، وعاد الشيخ "محمد عبده" إلى بيروت سنة 1885م بعد أن تهاوى كل شيء من حوله، فقد فشلت الثورة العرابية، وأغلقت جريدة "العروة الوثقى"، وابتعد عن أستاذه الذي رحل بدوره إلى فارس

وكان على "محمد عبده" أن يشغل وقته بالتأليف والتعليم، فشرح "نهج البلاغة" ومقامات "بديع الزمان الهمذاني"، وأخذ يدرّس تفسير القرآن في بعض مساجد "بيروت"، ثم دُعي للتدريس في "المدرسة السلطانية" ببيروت، فعمل على النهوض بها، وأصلح برامجها، فكان يدرّس التوحيد والمنطق والبلاغة والتاريخ والفقه، كما كتب في جريدة "ثمرات الفنون" عددًا من المقالات تشبه مقالاته في الوقائع

وبالرغم من أن مدة نفيه التي حكم عليه بها كانت ثلاث سنوات فإنه ظل في منفاه نحو ست سنين، فلم يكن يستطيع العودة إلى مصر بعد مشاركته في الثورة على الخديوي "توفيق"، واتهامه له بالخيانة والعمالة، ولكن بعد محاولات كثيرة لعدد من الساسة والزعماء، منهم: "سعد زغلول"، والأميرة "نازلي"، و"مختار باشا"، صدر العفو عن "محمد عبده" سنة 1889م، وآن له أن يعود إلى أرض الكنانة


العودة إلى مصر

كان كل شيء قد أصبح في يد الإنجليز، وكان أهم أهداف الشيخ "محمد عبده" إصلاح العقيدة، والعمل على إصلاح المؤسسات الإسلامية كالأزهر والأوقاف والمحاكم الشرعية .. واتخذ "محمد عبده" قراره بمسالمة الخديوي، وذلك حتى يتمكن من تنفيذ برنامجه الإصلاحي الذي يطمح إلى تحقيقه، والاستعانة بالإنجليز أنفسهم إذا اقتضى الأمر، فوضع تقريرًا بعد عودته حول الإصلاحات التي يراها ضرورية للنهوض بالتعليم، ورفعه إلى "اللورد كرومر" نفسه، فحقيقية الأمر التي لا جدال فيها أنه كان القوة الفاعلة والحاكم الحقيقي لمصر

وكان الشيخ "محمد عبده" يأمل أن يكون ناظرًا لدار العلوم أو أستاذًا فيها بعد عودته إلى مصر، ولكن الخديوي والإنجليز كان لهما رأي آخر؛ ولذلك فقد تم تعيينه قاضيًا أهليًا في محكمة بنها، ثم الزقازيق، ثم عابدين، ثم عين مستشارًا في محكمة الاستئناف سنة 1895م

بدأ يتعلم اللغة الفرنسية وهو قاضٍ في "عابدين" -وكانت سنه حينئذ قد شارفت على الأربعين- حتى تمكّن منها، فاطلع على القوانين الفرنسية وشروحها، وترجم كتابًا في التربية من الفرنسية إلى العربية


الإمام مفتيًا

وعندما تُوفي الخديوي "توفيق" سنة 1892م، وتولي الخديوي عباس، الذي كان متحمسًا على مناهضة الاحتلال، سعى الشيخ "محمد عبده" إلى توثيق صلته به، واستطاع إقناعه بخطته الإصلاحية التي تقوم على إصلاح الأزهر والأوقاف والمحاكم الشرعية، وصدر قرار بتشكيل مجلس إدارة الأزهر برئاسة الشيخ "حسونة النواوي"، وكان الشيخ محمد عبده عضوا فيه، وهكذا أتيحت الفرصة للشيخ محمد عبده لتحقيق حلمه بإصلاح الأزهر، وهو الحلم الذي تمناه منذ أن وطئت قدماه ساحته لأول مرة

وفي عام 1899م تم تعيينه مفتيًا للبلاد، ولكن علاقته بالخديوي عباس كان يشوبها شيء من الفتور، الذي ظل يزداد على مر الأيام، خاصة بعدما اعترض على ما أراده الخديوي من استبدال أرض من الأوقاف بأخرى له إلا إذا دفع الخديوي للوقف عشرين ألف فرقًا بين الصفقتين


الحملة الشرسة ضد الإمام

وتحول الموقف إلى عداء سافر من الخديوي، فبدأت المؤامرات والدسائس تُحاك ضد الإمام الشيخ، وبدأت الصحف تشن هجومًا قاسيًا عليه لتحقيره والنيل منه، ولجأ خصومه إلى العديد من الطرق الرخيصة والأساليب المبتذلة لتجريحه وتشويه صورته أمام العامة؛ حتى اضطر إلى الاستقالة من الأزهر في سنة 1905م، وإثر ذلك أحس الشيخ بالمرض، واشتدت عليه وطأة المرض، الذي تبيّن أنه السرطان، وما لبث أن تُوفي بالإسكندرية في 11 من يوليو 1905م عن عمر بلغ ستة وخمسين عامًا

من أقوال أفلاطون


السعادة هي معرفة الخير والشر

الحياة أمل من فقد الأمل فقد الحياة

كل انسان يصبح شاعراً إذا لامس قلبه الحب

غاية الأدب .. أن يستحي المرء من نفسه أولاً

أصعب أنواع الصداقة كافة هي صداقة المرء لنفسه

الرجل الصالح هو الذي يحتمل الأذى، لكنه لا يرتكب

قليل من العلم مع العمل به أنفع من كثير من العلم مع قلة العمل به

العفيف هو صاحب النفس التي انتصرت على رغباتها وغلبت حبها للملذات

نحن مجانين اذا لم نستطع أن نفكر ومتعصبون اذا لم نرد أن نفكر وعبيد اذا لم نجرؤ أن نفكر

لا تطلب سرعة العمل بل تجويده لأن الناس لا يسألونك في كم فرغت منه بل ينظرون إلى إتقانه وجودة صنعه

من أقوال أرسطو


ينبغي في العمل إتباع العقل الحكيم

إن المرء هو أصل كل ما يفعل

من لم يكن حكيما لم يزل سقيما

الأفعال الفاضلة تسر من يحب الفضيلة

الحكمة رأس العلوم والادب تلقيح الافهام ونتائج الاذهان

الذين هم في ثورة الغضب يفقدون كل سلطان على أنفسهم

شر الناس هو ذلك الذي بفسوقه يضر نفسه والناس

من لم ينفعه العلم لم يأمن من ضرر الجهل

إن المريض لن يستطيع أن يلبس ثوب العافية في الحال بمجرد رغبته

للحكم على شيء خاص لا بد أن يكون الإنسان على علم خاص بذلك الشيء

من أقوال الأديب وليام شكسبير


الذئب ما كان ليكون ذئباً لو لم تكن الخراف خرافاً

على المرء أن ينتظر حلول المساء ليعرف كم كان نهاره عظيماً

ليس من الشجاعة إن تنتقم، بل إن تتحمل وتصبر

من خلال أشواك الخطر، نحصل على زهور السلام

لا ترى كل ما تراه عينك ولا تسمع كل ما تسمعه إذنك

نكران الجميل أشد وقعاً من سيف القادر

لا تطلب الفتاة من الدنيا إلا زوجاً، فإذا جاء طلبت منه كل شيء

الدنيا مسرح كبير، وان كل الرجال والنساء ما هم إلا لاعبون على هذا المسرح

يموت الجبناء مرات عديدة قبل أن يأتي أجلهم، أما الشجعان فيذوقون الموت مرة واحدة

إن المرء الذي يموت قبل عشرين عاماً من اجله، إنما يختصر مدة خوفه من الموت بنفس العدد من السنين

من أقوال المناضل الليبى عمر المختار


نحن لن نستسلم، ننتصر أو نموت

من كافأ الناس بالمكر كافأوه بالغدر

إن الضربات التي لا تقصم ظهرك تقويك

يمكنهم هزيمتنا اذا نجحوا باختراق معنوياتنا

لئن كسر المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي

نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الآخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح

سوف تأتي أجيال من بعدي تقاتلكم، أما أنا فحياتي سوف تكون أطول من حياة شانقي

إنني أؤمن بحقي في الحرية، وحق بلادي في الحياة، وهذا الايمان اقوى من كل سلاح

إن الظلم يجعل من المظلوم بطلاً، وأما الجريمة فلا بد من أن يرتجف قلب صاحبها مهما حاول التظاهر بالكبرياء

إننا نقاتل لأن علينا أن نقاتل في سبيل ديننا وحريتنا حتى نطرد الغزاة أو نموت نحن، وليس لنا أن نختار غير ذلك، إنا لله وانا اليه راجعون

من أقوال الزعيم جمال عبد الناصر


ما أخذ بالقوة لايسترد بغير القوة

لا صلح … لا إعتراف … لا تفاوض

إن قوميتنا ووطنيتنا ثابتة أكيدة متينة، وإننا بهذا سندافع عن حقوقنا

إن شعبنا يعرف قيمة الحياة لانه يحاول بناءها على ارضه

إن الحق بغير القوه ضائع والسلام بغير مقدره الدفاع عنه إستسلام

إن الرجعيه تتصادم مع مصالح جموع الشعب بحكم إحتكارها لثروته

الوحده موجوده فعلاً بين أبناء الشعب العربى إن الخلافات قائمه بين النظم والحكومات

إن الذين يقاتلون يحق لهم أن يأملوا فى النصر أما الذين لا يقاتلون فلا ينتظرون شيئاً سوى القتل

إن النصر حركة، والحركة عمل، والعمل فكر، والفكر فهم وايمان، وهكذا كل شيء يبدأ بالإنسان

إننى أؤمن إيمانا قاطعا أنه سيخرج من صفوف هذا الشعب ابطال مجهولون يشعرون بالحرية ويقدسون العزة ويؤمنون بالكرامة